تعد فئة المكفوفين من الفئات التي أولتها منظمة الأمم المتحدة اهتماما بالغا، خاصة في مجال التربية والتعليم، خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة الرابع (4) جانفي من كل سنة يوما عالميا لهذه الفئة بموجب القرار رقم 161/73 الصادر في نوفمبر2018 ، وهو اليوم المصادف لتاريخ مولد لويس برايل (1809) مخترع لغة البرايل، وذلك في إطار تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية، لأن اللغة المكتوبة شرط أساسي للإقرار الكامل لحقوق الإنسان للمكفوفين وضعيفي البصر على غرار الفئات الأخرى، وقد كان أول احتفال به عام 2019 بهدف تشجيع المكفوفين أو من يعانون من ضعف حاد في البصر على القراءة والكتابة وتمتين تواجدهم الفعلي الإيجابي في مجتمعاتهم.
وتثمينا لسعي الأمم المتحدة لإحقاق حق المكفوفين في التعليم فإن تسخير التكنولوجيا لخدمة المكفوفين مطلب ضروري، لمساعدتهم على الاعتماد على أنفسهم، وتدعيم قدرتهم على الاتصال، والحركة والانتقال، والحفاظ على سلامتهم. كالتطبيقات التكنولوجية السمعية، والتطبيقات التكنولوجية المعينة على القراءة والكتابة بطريقة برايل، والتطبيقات المستخدمة في تكبير النصوص والصور، والتطبيقات التكنولوجية المبنية على نظام الكمبيوتر لذوي الهمم.
وفي ذات السياق تسعي الجزائر على غرار دول العالم إلى توجيه لاهتمام بهذه الفئة قصد تذليل الصعوبات التي قد تعترضهم في سبيل تحقيق التعلّم مثل بقية فئات المجتمع؛ تأكيدا على مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية الذي ينص عليه القانون التوجيهي للتربية في الجزائر. ويندرج هذا اليوم العلمي، في سياق الاحتفال باليوم العالمي للبرايل من أجل تأكيد اهتمام المعهد الوطني للبحث في التربية بهذه الفئة بالبحث في كل ما يفيدها.
وتجسيدا لالتزام السيد رئيس الجمهورية من أجل التكفل الوطني لذوي الهمم، والتي تتضمن ترقية التعليم بفئة المكفوفين، وفي إطار مخطط وزارة التربية الوطنية الرامية الى تحقيق مبدأ المساواة والتكفل التربوي بهذه الفئة. خاصة بإنشاء الكتب المدرسية لتعليم وتعلمية هذه الفئة المهمة في المجتمع، قام المعهد الوطني للبحث في التربية بعدة نشاطات وهذا تحت اشراف السيدة مديرة المعهد الأستاذة “راضية برناوي” بتنظيم يوم دراسي بتاريخ 04 جانفي 2023، والموسوم بـ “تعليم وتعليمية البرايل ممارسات وآفاق” لإبراز أهمية موضوع البرايل ومشاركة بعض مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمواطنين، ويأتي هذا تأكيدا للجهود التي تبذلها الجزائر من أجل حماية ذوي الهمم؛ ومنحهم مزيدا من الفرص في إطار الالتزام بأحكام الاتفاقيات الدولية.
وعلى ضوء ما سبق، وباعتبار المعهد الوطني للبحث في التربية هيئة وطنية بارزة في التربية والمركز البحثي الوحيد في التربية بالجزائر، عمدت سياسته البحثية على تكثيف البحوث في هذا المجال، بوجود باحثين مختصين يقومون بدراسات ومشاريع بحثية نحو إيجاد سبل وكيفيات تعليم المكفوفين والاهتمام بتقنية البرايل كأداة تعليمية حاسمة في هذا المجال، ناهيك عن إدراج فضاء المكفوفين بصفة رسمية في أحد أهم فضاءات المعهد وذلك بتخصيص جناح خاص بالرصيد الوثائقي بالبرايل على مستوى مكتبة متعددة الوسائط “عمر ياسف”، إلى جانب تنظيم ندوات علمية وطنية ، وأبواب مفتوحة لأبحاث الفاعلين والمتهمين بذوي الهمم، باستضافة خبراء مختصين لمناقشة ومعالجة مسألة تعليم المكفوفين تزامنا مع اليوم العالمي للغة البرايل، إذ توّجت هذه النشاطات البحثية بإبرام اتفاقيتين الأولى مع السيد مدير الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية والثانية مع السيد مدير المنظمة الوطنية للمكفوفين الجزائريين في إطار الشراكة والتعاون في ذات المجال.
الهدف من إنشاء الجناح الخاص بالبرايل في المكتبة المتعددة الوسائط ” عمر ياسف”
- تعزيز فكرة إدماج فئة المكفوفين ضمن المجتمع.
- طرح أفكار للبحث في مجال ترقية حياة المكفوفين.
- آليات تعزيز نفاذ المكفوفين للمكتبات الوطنية والجامعية.
- معرفة تاريخ تطور تقنية البرايل.
- معرفة الكتب المدرسة الجزائرية التي تستعمل في تعلم وتعليمية فئة المكفوفين.
- إثراء المكتبة المتعددة الوسائط بمختلف المؤلفات المكتوبة بتقنية البرايل.