الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة التربية الوطنية
المعهد الوطني للبحث في التربية

محيط عمل تعاوني وبحث علمي ملائم للنجاح

الابتكار مصدر للتنمية المستدامة. كيف ننجِزُ مشروعاً ابتكارياً؟

افتتح اليوم الدراسي الذي نظمه المعهد الوطني للبحث في التربية بالاستماع إلى النشيد الوطني، ثم ألقت الأستاذة الدكتورة راضية برناوي، مديرة المعهد، كلمة افتتاحية. أكدت فيها أن الابتكار ليس مجرد خيار، بل ضرورة حتمية لتحقيق التنمية المستدامة في كافة المجالات. وأشارت إلى أن هذه التظاهرة تأتي في إطار التزام المعهد بتعزيز بيئة بحثية محفزة لتطوير مشاريع ابتكارية تواكب تحديات العصر.

بدأت الجلسات العلمية بعد الكلمة الافتتاحية برئاسة الدكتور زين الدين سفاج، حيث قُدمت مداخلات غنية لخبراء وأكاديميين من مؤسسات مختلفة، ركزت على محاور الابتكار وإدارته. ففي الجلسة الأولى، استعرضت الأستاذة الدكتورة جميلة حليش من المركز الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيات أهمية الدمج بين الابتكار وريادة الأعمال، مسلطة الضوء على دور التحول الرقمي في تعزيز الفرص الابتكارية.

أما الجلسة الثانية فكانت للدكتور بلال يعلاوي من مركز البحث في الإعلام العلمي والتقني (CERIST)، حيث قدم رؤية متعمقة حول إدارة المشاريع الابتكارية في قطاع التعليم. وقد تضمنت مداخلته استراتيجيات عملية قائمة على أمثلة حية من واقع التجربة الجزائرية، مشدداً على ضرورة تكييف الحلول مع الاحتياجات المحلية.

أما الجلسة الثالثة، فقد خصصها الدكتور سمير روابحي إلى عرض آليات تطبيق منهجية Lean Startup في البحث العلمي والابتكار. تناولت مداخلته الخطوات العملية لتطوير المشاريع، بدءاً من صياغة الفكرة الابتكارية، مروراً بإنشاء النموذج الأولي، وصولاً إلى تقييم الأثر بناءً على التغذية الراجعة من الأطراف المعنية.

الجلسة الأخيرة قدمها الدكتور رفيق الشالة، حيث تناول إدارة المشاريع الابتكارية بأسلوب تحليلي، مبرزاً أهمية المرونة والقدرة على التكيف مع المستجدات. وركز على ضرورة العمل الجماعي المتكامل بين الباحثين ورواد الأعمال لتحقيق أهداف ملموسة وقابلة للقياس.

شهدت التظاهرة نقاشات مثيرة بين المشاركين، حيث تركزت الأسئلة حول سبل تطبيق ما طُرح من منهجيات في السياق الجزائري، وكيفية تخطي التحديات المرتبطة بتنفيذ المشاريع الابتكارية. وأسفرت المناقشات عن جملة من التوصيات، أبرزها: تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية وقطاعات الإنتاج، وإدماج الابتكار في المناهج الدراسية لتنشئة أجيال قادرة على مواجهة المستقبل بأدوات إبداعية.

اختتم اليوم الدراسي بالتأكيد على أن الابتكار هو المفتاح الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة، وأن الاستثمار في البحث العلمي والمشاريع الابتكارية يمثل ركيزة أساسية لأي تقدم حقيقي. وأعرب المشاركون عن أهمية استمرارية هذه التظاهرات العلمية لخلق فضاءات للحوار وتبادل الأفكار بين مختلف الفاعلين في مجال الابتكار.

هذا اليوم الدراسي جسّد رؤية متقدمة تسعى إلى وضع الابتكار في صلب الاستراتيجيات الوطنية، شاركت في تنظيمه حاضنة أعمال المعهد INCUBEDUC-INRE وجاء بمناسبة الأسبوع العالمي للمقاولاتية.