الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة التربية الوطنية
المعهد الوطني للبحث في التربية

محيط عمل تعاوني وبحث علمي ملائم للنجاح

“توظيف التكنولوجيات الحديثة في تدريس تاريخ الجزائر”28 نوفمبر 2024

نظم المعهد الوطني للبحث في التربية، يوم 28 نوفمبر 2024، ندوة وطنية علمية تحت عنوان: “توظيف التكنولوجيات الحديثة في تدريس تاريخ الجزائر“، وذلك بمقر المعهد. حيث تندرج هذه التظاهرة العلمية في إطار الجهود الرامية إلى تطوير العملية التعليمية وتحسين طرق تدريس المواد التاريخية بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية المتسارعة.

سعت الندوة إلى تحقيق عدة أهداف من بينها تقييم الوضع الراهن لتدريس تاريخ الجزائر ضمن المناهج التعليمية، واستكشاف دور الوسائل التقنية في تعزيز التفكير النقدي ومهارات التحليل لدى المتعلمين. كما ركزت على إبراز الرمزية التاريخية لبعض المواقع والشخصيات الوطنية كأدوات تعليمية فعالة، وفتح آفاق جديدة لتفاعل المتعلمين مع التاريخ الجزائري من خلال تطبيقات وأساليب مبتكرة. كذلك تم تسليط الضوء على استخدام التقنيات الحديثة مثل تقنيات الواقع الافتراضي والهولوغرام لإحياء التراث الوطني.

وقبل الشروع في هذه التظاهرة، تكرَّم السيد الوزير رفقة السيدة الوزيرة المحافظة السامية للرقمنة، بزيارة المكتبة متعددة الوسائط بالمعهد، والتي تحمل اسم الطفل الشهيد البطل عمار ياسف، أين ألتقى أفرادا من هذه الأسرة الثورية.

افتتحت الندوة بكلمة ألقتها الأستاذة الدكتورة راضية برناوي، مديرة المعهد الوطني للبحث في التربية. أكدت فيها على أهمية التعليم التاريخي في تعزيز الهوية الوطنية، وشددت على ضرورة توظيف التكنولوجيا لتيسير فهم الأحداث التاريخية وإثراء التجربة التعليمية. كما رحّب السيد وزير التربية الوطنية بالحاضرين في هذه الندوة العلمية من إطارات وخبراء وباحثين وأساتذة، كما وجّه تحياته من خلالهم إلى جميع مكوّنات الأسرة التربوية، عبر كافة المؤسسات التربوية والتعليمية، مثمنا دور الأسرة التربوية.

تخللت الجلسات العلمية عروض ومداخلات قدمها خبراء وأكاديميون بارزون. سبقها عرض تفاعلي باستخدام تقنية الهولوغرام يحكي قصة الشهيد عمر ياسف، أين تُحاور فيه صحافية من الحاضر عمر ياسف من الماضي، في سيناريو متخيل. وتضمنت الندوة عدة محاور أساسية. تمثلت في واقع تدريس تاريخ الجزائر من خلال عرض وتحليل التحديات والفرص المتاحة في المدارس الجزائرية. كما ناقشت تأثير الوسائل التقنية الحديثة وأثرها على تحفيز المتعلمين وتنمية التفكير النقدي، وقد أشرف على هذه المداخلات باحثون أعلام، حيث تناول الأستاذ الدكتور عمار بوحوش مناهج تدريس التاريخ في الجزائر، مقدما عدة توصيات مفيدة من شأنها أن تحسن من محتوى هذه المادة الدراسية في التعليم، أما الدكتور محمد دومير فقد عرض في مداخلته، التي تحمل عنوان: “التاريخ التفاعلي والتوثيق الرسمي”، تجربته في صناعة المحتوى التعليمي في التاريخ، مشاركا النقاط التي ساعدته على استقطاب متابعيه وجذبهم إلى محبة هذا العلم، كما عرض الدكتور زين الدين سفاج تاريخ القصبة من خلال عمرانها وفنها الهندسي الخاص. إضافة إلى مداخلة الدكتور عبد الرحمن خليفة الذي ألقى مداخلة قيمة بعنوان “القضية إبان الثورة التحريرية”.

ومن المحاور البارزة تقديم نماذج تاريخية حية تسلط الضوء على بطولات الشهداء ومعالم المقاومة الوطنية، بالإضافة إلى استعراض آفاق استخدام التكنولوجيا كأداة لفهم أعمق لتاريخ الجزائر، من تنشيط عبد الرحمن ياسف أخ الشهيد البطل عمار ياسف، وأخته السيدة سعيدة، التي تكرمت بعرض شريط وثائقي عن معركة الجزائر تحمل شهادات حية.

كما خصصت الندوة فترة خاصة بالتلاميذ لتعريفهم ببطولات الشهيد عمار ياسف، وبثورة الجزائر، من خلال عروض مسرحية مسجلة لاقت ترحيبهم وإعجابهم.

اختتمت الندوة بعدة توصيات هامة، شملت إدماج الوسائل الرقمية في المناهج التعليمية لتعزيز تفاعل المتعلمين. كما أوصت بتصميم تطبيقات تعليمية مبتكرة تُبرز البُعد الوطني لتاريخ الجزائر. وأوصى المشاركون بتنظيم دورات تدريبية للمعلمين حول استخدام التكنولوجيا في التعليم، وإنشاء منصات رقمية تفاعلية لتوثيق أحداث وشخصيات تاريخية، مما يساهم في تعزيز عملية التعليم التاريخي.

تعكس هذه الندوة التزام المعهد الوطني للبحث في التربية بتطوير العملية التعليمية وتبني أحدث الوسائل التكنولوجية لرفع مستوى تدريس تاريخ الجزائر. وتؤكد أن استخدام التكنولوجيا لا يعزز فقط جودة التعليم، بل يسهم أيضاً في الحفاظ على الذاكرة الوطنية ونقلها للأجيال القادمة بطرق مبتكرة وفعالة.