الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة التربية الوطنية
المعهد الوطني للبحث في التربية

محيط عمل تعاوني وبحث علمي ملائم للنجاح

المائدة المستديرة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

“تدريس اللغة العربية في المنظومة التربوية الجزائرية: السيادة الوطنية والتكنولوجيا”

احتضن المعهد الوطني للبحث في التربية يوم 18 ديسمبر 2024 مائدة مستديرة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تحت عنوان: “تدريس اللغة العربية في المنظومة التربوية الجزائرية: السيادة الوطنية والتكنولوجيا“. حيث انطلقت الفعالية في تمام الساعة العاشرة صباحًا واستمرت إلى غاية الساعة الحادية عشرة والنصف، بحضور باحثي وموظفي دعم البحث في مجالات التعليم واللغة العربية.

افتُتحت المائدة المستديرة بكلمة ألقاها الدكتور رياض زروقي، المدير المساعد للمعهد، حيث أكد على أهمية تعزيز دور اللغة العربية في النظام التربوي الجزائري، مبرزًا مكانتها كلغة للهوية والسيادة الوطنية، مع استغلال الإمكانات التي توفرها التكنولوجيا الحديثة لتطوير تدريسها.

ترأس الجلسة الدكتور حمزة زرقي، مدير قسم التعليم وتعليمية المواد والابتكار البيداغوجي، الذي أدار النقاش بحرفية، مؤكدًا في كلمته الافتتاحية على ضرورة تحقيق توازن بين الحفاظ على الأصالة الثقافية واستيعاب التحولات التكنولوجية.

المداخلة الأولى، قدمها الدكتور عبد الحق قاسمي بعنوان: “سلبيات استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تعلم اللغة العربية”.

تناولت المداخلة الأثر السلبي للاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في تعلم اللغة العربية للناطقين بها، مشيرة إلى تحديات عديدة منها انخفاض التفاعل البشري الضروري لاكتساب اللغة بشكل طبيعي، وفقدان التنوع اللهجي نتيجة التركيز على اللغة الفصحى المعيارية فقط، بالإضافة إلى تبسيط الفروق الدقيقة في اللغة وتجاهل السياقات الاجتماعية والثقافية. كما ناقشت المداخلة ضعف مهارات التفكير النقدي لدى المتعلمين نتيجة الاعتماد على الخوارزميات، داعية إلى تطوير أدوات ذكاء اصطناعي تأخذ بعين الاعتبار تعقيدات اللغة العربية والسياقات الثقافية.

أما المداخلة الثانية، ألقتها الدكتورة كلثوم درقاوي تحت عنوان: “توظيف التكنولوجيا في تعليم العربية: الإمكانات والمعيقات”.

استعرضت المداخلة الإمكانات الكبيرة التي توفرها التكنولوجيا في تعليم اللغة العربية، من خلال منصات التعليم الرقمي والتطبيقات التفاعلية، التي تُسهم في تعزيز مهارات القراءة والكتابة لدى المتعلمين. ومع ذلك، أشارت المداخلة إلى مجموعة من التحديات التي تواجه هذا التوجه، منها نقص المحتوى الرقمي المخصص باللغة العربية وضعف البنية التحتية التكنولوجية في المؤسسات التربوية، إضافة إلى الحاجة لتكوين الكوادر التربوية القادرة على استغلال هذه الأدوات بفعالية.

شهدت الجلسة بعد المداخلتين نقاشًا غنيًا وتفاعلاً من الأساتذة المشاركين، حيث طرحوا أسئلة وتعقيبات علمية معمّقة. ركزت المداخلات على ضرورة التكامل بين التكنولوجيا والمناهج التعليمية التقليدية، وأهمية تأطير استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بما يضمن الحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية.

اختتمت المائدة المستديرة بتوصيات مهمة تدعو إلى تعزيز الاستثمار في البحث العلمي لتطوير أدوات تعليمية رقمية باللغة العربية، وتكوين الكفاءات الوطنية لتكون قادرة على دمج التكنولوجيا بشكل فعال، مع مراعاة الحفاظ على السيادة الوطنية والهوية الثقافية. إن المعهد الوطني للبحث في التربية يؤكد التزامه بمواصلة النقاش العلمي حول القضايا المتعلقة بتدريس اللغة العربية، بما يعزز مكانتها في المنظومة التربوية الجزائرية..